vendredi 26 novembre 2010

Du pain et des jeux » Panem et circenses

هذي مدونة لقيتها مرة في فوروم ونسيت الحق شنوا إسم لي كاتبها إما مدونة تحفونة برشة وجديرة بش واحد يقراها


Du pain et des jeux » Panem et circenses



قولة لاتينية تلخص الإنهيار الثقافي و الإجتماعي و السياسي إلي عرفتو الإمبراطورية الرومانية في أواخر عهدها في القرن الثالث و الرابع ميلادي
 بفضل قوة جيوشها و بفضل نظامها السياسي الجمهوري، أين كان لكل مواطن روماني حق إنتخاب ممثليه في مجلس الشيوخ، تمكنت روما من بناء إمبراطورية شاسعة و عتيدة قل أن وجد مثلها في التاريخ، و تمكنت من تشييد حضارة متألقة إمتدت آثارها حتى يومنا هذا

   


لكن بعد هذا العصر الذهبي، إنتقل نظام الحكم من نظام جمهوري ديموقراطي إلى نظام وراثي إستولى فيه الأباطرة (جمع إمبراطور) على السلطة، فأصبحت كلمة الإمبراطور قانونا ساريا، و رغبته مقدسة، و أصبح هو مصدر القوانين و القرارات، و إحتكر السلطة التشريعية و التنفيذية و القضائية، حتى أن العديد من الأباطرة أصبحو آلهة حية تبنى لهم المعابد و تقام لهم الطقوس و العبادات
و من الطبيعي أن لا يرضى الشعب بالدكتاتورية و بإقصائه من أخذ القرار؛ لذا إخترع الأباطرة الرومانيون طريقة ذكية و خبيثة لإخماد صوته و إبعاده عن السياسة ألا و هي : Du pain et des jeux
فكانو ينظمون على مدار السنة و لعدة أيام متواصلة ألعاب المصارعة في المسارح الرومانية (amphithéatres) المشيدة لهذا الغرض (كيما في روما، قرطاج، الجم، إلخ)، حيث يبارز المصارعون (gladiateurs) بعضهم البعض، أو يصارعون الحيوانات الوحشية كالأسود و النمور و الفيلة و التماسيح، فيما يتمايل الشعب نشوة و إبتهاجا أمام مظاهر العنف و الوحشية و حمامات الدم و سفك الأرواح
و في أول كل عرض، يقوم خدم الإمبراطور بتوزيع الخبز مجانا على الجمهور الذي ينادي بطول حياة القائد و دوام حكمه إمتنانا له بملئ بطونهم و إشباع غرائزهم الدموية و يخليولو البلاد يعمل فيها شاطح باطح كيما يحب، المهم يشيخهم بالألعاب و يوفرلهم الحد الأدنى من الخبز


        

و تدريجيا، إنتقل معنى البطولة من الجندي الذي يدافع عن بلده في ساحات المعارك إلى المصارع الذي يقتل منافسه على حلبة المصارعة؛
و إنتقل معنى الوطنية من الجنرال الذي يهزم، بفضل حنكته و دهائه، أعداء الوطن و يضيف مقاطعات جديدة إلى الإمبراطورية إلى الحاكم الذي ينظم أكبر عدد من الألعاب يسفك فيها أكبر عدد من الأرواح
و إنتقل معنى التقدم و الرقي من الأديب و العالم الذي يتقدم بالإنسانية بفضل أفكاره و إختراعاته إلى الإمبراطور الذي يشيد أكبر عدد من حلبات المصارعة
فكانت تلك بداية النهاية للإمبراطورية الرومانية قبل أن تعصف بها غزوات الفندال و البرابرة فتصبح أثرا بعد عين

 

باش تقولولي فاش قاعد يخرف علينا هذا؟ و أحنا آش مدخلنا في الحكاية هاذي الكل؟
لكن إذا تحاولو تتمعنو في الوضع إلي عايشين فيه أحنا توا، تشوفو الشعب مهلوس بكرة القدم، أصبحت الشغل الشاغل متاعو، الجرائد شطر صفحاتها كورة، التلفزة شطر برامجها كورة، الشباب يحكي كان عالكورة، يغني عالكورة، و شكون يهتم بإقتصاد البلاد؟، سياسة البلاد؟، مستقبل البلاد؟
أصبح لاعب كرة القدم يتسمى حربي، و قلب الأسد و شكون سئل في الحربيين و قلوب الأسود الحقيقيين في فلسطين و العراق و لبنان؟


المدرب يتسمى جنرال
الجمهور كومندوس
ولينا نقسمو في البلاد دول و جمهوريات حسب فرق كرة القدم، سياسة فرق تسد في أبهى تجلياتها
                           

ولاو الملاعبية رموز للوطنية أو للخيانة حسب نتائج المنتخب و شكون سئل في المئات من الجامعيين إلي يحاولو يمشيو لأوروبا لإستقاء العلوم و التكنولوجيا؟ شكون يهتم بالشباب إلي يحاول يعمل مشاريع بأفكار جديدة و يخلق و يبدع و يلقى قدامو آلاف العراقيل؟ شكون يهتم بالخونة الحقيقيين إلي يسلبو و ينهبو في البلاد؟
تجنيد و تعبأة شعبية للبلاد من أجل 14 موقوف في أحداث شغب و إحتفالات و تهليل و تطبيل و تزمير من أجل تدخل سيادتو للإفراج عنهم؛ و شكون سئل في المئات من الحارقين المشدودين في غياهب السجون الإيطالية؟
النشيد الوطني ما نتذكروه كان وقت مقابلات كرة القدم، و العلم ما نضربو عليه كان في الملاعب
ڨرينتا و ڨليب و إندفاع و تنظيم تكتيكي و تركيز 90 دقيقة للاعبين في مباراة كرة قدم, يقابلهم خمول و كسل و تكركير و عدم إحساس بالمسؤولية لشعب كامل في حياته اليومية، في خدمتو، في عائلتو، في حياتو الإجتماعية
الوطن لخصناه في 11 ملاعبي يتجاراو وراء كرة خرقاء مصنوعة من الجلد و منفوخة بالهواء، و المستقبل لخصناه في مشاركة في كأس إفريقيا لكرة القدم أو إتصار في شامپيونز ليق
 شرف، فخر و كرامة الوطن ولى مربوط بكورة ضربت في البار و تدخل و إلا تخرج
 



سياسة du pain et des jeux قاعدة تطبق في بلادنا على أوسع نطاق و النتيجة شعب أبله و سخيف أقصى طموحاتو شهيرية يسد بها رمقه و فريقو يهز البطولة
لكن الفرق بينا و بينهم هو إلي هوما عرفو هذه الطريقة الكوميدية في الضحك على ذقون الشعب عندهم 2000 عام و أحنا نطبقو فيها توا، معناها عندنا 2000 عام تأخر حضاري مقارنة بيهم
زيد هوما عرفو هذه السياسة بعد عصر ذهبي، و أحنا من العصر القصديري ما زلنا ما خرجناش


 




4 commentaires:

  1. تدوينة حلوة برشة ... شكراً على البرتاج :)

    RépondreSupprimer
  2. مساء الورد من اريانة والفل والياسمين من سيدي بوسعيد والعنبر والريحاني من المكنين وشقاءق النعمان من
    tunisie chante pour l'amour
    ترحك للموضوع برشا باهي
    رؤوف اراكي في مدونتي المتواضع
    الرب معك

    RépondreSupprimer
  3. مرحبا بيك سي رؤوف
    (:

    RépondreSupprimer